و نختم هذه الفصول بخاتمة عظيمة النفع , و هي أن الدلائل التي ذكرها الحكماء و المتكلمون و إن كانت كاملة قوية ,إلا أن هذه الطريقة المذكورة في القرآن عندي أنها أقرب إلى الحق و الصواب , و ذلك لأن تلك الدلائل دقيقة و لسبب ما فيها من الدقة انفتحت أبواب الشبهات و كثرت السؤالات , و أما الطريقة الواردة في القرآن فحاصله راجع إلى طريق واحد, و هو منع من التعمق , و الاحتراز من فتح الباب القيل و القال, و حمل الفهم و العقل على الاستكثار من دلائل العالم الأعلى و الأسفل , و من ترك التعصب و جرب مثل تجربتي علم أن الحق ما ذكرته
|